أيلول (سبتمبر) 2018

  • 1 - 30 سبتمبر 2018

ريادة الأعمال
وأهداف التنمية المستدامة

أستلم رئاسة اتحاد الغرف العربية، في لحظة استثنائية عربيّة، حيث ما يزال تأثير الأوضاع التي رافقت ثورات "الربيع العربي" منذ العام 2011، ترخي بظلالها على الكثير من البلدان العربية ومن بينها بلدي اليمن الذي ما تزال الحرب تعصف به، فعسى أن يكون أفق الحل السياسي قريب جدّا، لتستقر الأوضاع في ربوعه كون الشعب اليمني، وبطبيعة الحال جميع الشعوب العربية تطمح إلى غد أفضل، في ظل استمرار ارتفاع معدلات البطالة إلى أرقام لا تبعث على الخير على الإطلاق.
وإنّني أشعر بالفخر، أنني أستلم دفّة اتحاد الغرف العربية بصفتي رئيسا لهذا الصرح الاقتصادي العريق للسنتين القادمتين، حيث سأسعى جاهدا إلى ترسيخ المبادئ التي نشأ عليها الاتحاد وفي مقدّمها دفع عجلة التنمية الاقتصادية العربية، وتحقيق التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلاد العربية، وكذلك الإصرار مع إخواني رؤساء اتحادات الغرف العربية على العمل سويّا يدا بيد من أجل الدفع بعجلة التعاون التجاري بين البلاد العربية على الصعد التجارية والاستثمارية، والأهم من كل ذلك السعي بلا كلل أو ملل من أجل تحقيق الحلم بإنشاء السوق العربية المشتركة وتنفيذ المبادئ العامة التي يجب تنفيذها، وذلك بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بين البلاد العربية.
الأحلام كبيرة، عسى أن تسمح الظروف الراهنة بتحقيق القدر اليسير من الإنجازات التي أحلم بها، وهنا لا أستطيع إلا وأن أنوّه بالإنجازات التي تحققت في عهد أخي سعادة العين نائل رجا الكباريتي رئيس غرفة تجارة الأردن، الذي حمل على كاهله على مدى المرحلة الماضية هموم وشجون الاتحاد، فكان الربّان الذي نقلنا وانتقلنا معه إلى بر الأمان وسط أحلك الظروف التي تواجهها بلداننا العربية، فتميّزت ولايته بالتجديد والتطوير والعمل والإنجازات التي ستحفر في سجل الاتحاد الذهبي.
وإنني أؤكّد على أننا مستمرون بالتنسيق إلى أقصى الحدود مع الجميع في المرحلة القادمة، من أجل استكمال مسيرة التطوير والنهوض في الاتحاد، ومجابهة التحديات التي تواجه بلداننا العربية وطموحات شبابنا العربي الحالم بغد أفضل. فالمسؤوليات جسام والتحديات كبيرة والأمانة الموكلة إليّ اليوم غالية وثمينة. فاتحادنا الذي تأسس في العام 1951 على يد رجالات عظيمة، ليس بالمؤسسة أو المنظّمة العاديّة، بل مؤسسة عريقة وكبيرة برجالاتها وانجازاتها المتعاقبة، ونحن معنيّون جميعا بالمحافظة على هذا الإرث العريق وعلى هذه الإنجازات في سبيل استكمال مسيرة تحقيق التكامل الاقتصادي العربي ورفع شأن القطاع الخاص ودور القطاع الخاص والغرف العربية في الحياة الاقتصادية العربية.
وانطلاقا من موقعي ومسؤولياتي سأكرّس عملي في خدمة الاتحاد والأهداف التي ينشدها منذ تأسيسه، بالإضافة إلى الاهتمام والتركيز بقضايا المرأة عبر إعطاء دور ومساحة أكبر لسيدات الأعمال، وكذلك إيلاء الاهتمام بالشباب العرب باعتبارهم مفتاح التنمية المستدامة، وذلك بما يعود بالإيجاب على القطاع الخاص والاقتصاد العربي.
ولقد وضع الاتحاد خطة لدعم ريادة الأعمال بالدول العربية سوف يبدأ تنفيذها قريبًا وتتضمن دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة في مصر والدول العربية بهدف توفير فرص عمل للشباب العربي والحد من أزمة البطالة وأيضًا جعلهم رواد أعمال لأنفسهم وغيرهم ومنشئين لأعمال وشركات قادرة على نقل الاقتصاد والمجتمع نحو مستقبل أفضل.
والاتحاد ماض بدعم ريادة الأعمال للشباب العربي، انطلاقا من التعاون القائم بينه وبين منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لإنشاء مراكز لريادة الاعمال بالدول العربية يتبناها القطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالوطن العربي.
هي سياسة طموحة، نأمل بالتعاضد مع اتحاد الغرف العربية، وبمتابعة حثيثة من جهاز الأمانة العامة للاتحاد بتحقيقها في الفترة المقبلة، بما يحقق الأهداف والتطلعات المشتركة.

محمد عبده سعيد
رئيس مجلس الإدارة

إحصل على اشتراك سنوي في مجلة العمران العربي

اشترك الآن