يصدر العدد (47) من النشرة الاقتصادية العربية للفصل الثالث من عام 2020 متضمنا مجموعة من خمس دراسات مختارة، منها ثلاث دراسات ترمي إلى متابعة المستجدات الاقتصادية والاجتماعية الناشئة عن جائحة "كوفيد-19" وما تنطوي عليه من تحديات وفرص، فيما تتناول الدراسات الباقية مجالات تشبيك الصناعات التحويلية العربية ارتكازا على سلاسل العرض، ودور ريادة الأعمال كآلية أساسية للتنمية الاقتصادية.

وتتناول الدراسة الأولى بعنوان "المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي وطرق حمايتها في ظل كوفيد-19" أوضاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي، والآثار الاقتصادية لجائحة "كوفيد-19" على المستويين العالمي والعربي، وانعكاسات الأزمة على مستقبل هذه المؤسسات، كما تستعرض المبادرات والإجراءات التي تم اتخاذها بهدف دعمها. وتحدد الدراسة السياسات والآليات التي يجب تطبيقها للحد من التداعيات من خلال تطبيقات الاقتصاد التشاركي وتكامل سلاسل الإمداد، كما تحدد مسؤوليات الجهات المختلفة لرسم خارطة طريق واعدة للمستقبل.

وتنظر الدراسة الثانية بعنوان "آفاق تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في العالم العربي" لهذا الموضوع في إطار التطورات البالغة الأهمية التي تجري حاليا من جراء التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة فيروس كورونا وأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال. وترى أن هناك حاجة لإعادة صياغة هذه العلاقة، في ضوء أهمية التكنولوجيا والمعلوماتية والرقمنة وتطبيقاتها ودور القطاع الخاص في احتواء تداعيات الفيروس، إلى جانب دور القطاع الصحي الخاص في رفد الجهود الحكومية، وبالطبع دور الشراكة في تجاوز الصعوبات الاقتصادية للمرحلة والنهوض مجددا.

وتستعرض الدراسة الثالثة بعنوان "دور سلاسل العرض الصناعية في رفع الكفاءة الإنتاجية وتنافسية الاقتصاديات العربية" آليات ربط وتشبيك الصناعات التحويلية بالاعتماد على مفهوم جديد في إطار التقسيم الدولي للعمل، وهو سلاسل العرض، لرفع معدل الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات القائمة أو قيد الإنشاء، من خلال تخفيض تكاليف الإنتاج والاستفادة من كافة الموارد البشرية والمالية والطبيعية في الوطن العربي. فقد أضحى التعاون يجري على أساس تعظيم القيمة المضافة، كما أصبحت التحالفات بين الشركات أوسع انتشارا وأكثر تشبيكا من التحالفات في ما بين الدول.

وتتناول الدراسة الرابعة مختلف الجوانب المتصلة بـ "دور ريادة الأعمال كآلية للنمو الاقتصادي بالدول العربية"، حيث أصبح من الضروري جدا الاستثمار في إنشاء سلالة جديدة من رواد الأعمال المبتكرين والمستثمرين، لما لهم من دور مهم في النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة بفضل استعدادهم لاحتضان القطاعات الاقتصادية الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والاقتصاد التشاركي والرقمنة وغيرها.

وتحلل الدراسة الخامسة بعنوان "The Digital Economy & COVID-19 Resilient & Thriving" الانعكاسات الإيجابية لجائحة كورونا على التجارة الإلكترونية والتغيير الذي طرأ على الأسواق والطلب على المنتجات، كما تحلل الانعكاسات السلبية التي ألقت بتبعاتها على الاقتصاد التشاركي. وتلقي الضوء على الدور الرئيسي للرقمنة والتعلم عن بعد في تشكيل فرص العمل المستقبلية، وعلى المجالات التي ينبغي التركيز عليها لتجاوز الصعاب والبناء على الفرص المتاحة للسير قدما إلى بر الأمان.

ونظرا للظروف الحالية، فقد آثرنا منذ بداية العام الحالي بإصدار هذه النشرة إلكترونيا وإتاحتها مجانا على موقع اتحاد الغرف العربية على شبكة الإنترنت لمجتمع الأعمال والباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي والاجتماعي العربي.  

أملنا أن يحظى هذا العدد بالاهتمام الذي يستحقه، وتمنياتنا للجميع بالصحة والعافية والسلامة.