اللجنة الدائمة لشؤون العمل في اتحاد الغرف العربية تعقد اجتماعها التشاوري (40) في بغداد - مؤتمر العمل العربي يطالب بعضوية دائمة لفلسطين في منظمة العمل الدولية

  • بغداد، جُمْهُوريَّة العِرَاق
  • 30 أبريل 2024
10

عقدت اللجنة الدائمة لشؤون العمل في اتحاد الغرف العربية اجتماعها التشاوري (40) بتاريخ 26-4-2024، عشية انعقاد مؤتمر العمل العربي بدورته 50 في فندق الرشيد في العاصمة العراقية بغداد، تحت رعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وذلك بمشاركة رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية في فلسطين، عبده ادريس، إضافة الى مشاركة وفود من الاردن والامارات وقطر والعراق وسلطنة عمان والبحرين والسعودية ومصر وتونس وموريتانيا والجزائر وليبيا وجيبوتي، وممثلون عن جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية.

وجرى في مستهل الاجتماع انتخاب خليفة مطر الكعبي رئيسا للفريق العربي في منظمة العمل العربية، وناصر المير نائبا للرئيس، ومن ثمّ تم اختيار ممثلو فريق أصحاب الأعمال في لجان العضوية، ليتم بعدها مناقشة بنود جدول الاعمال.

وهدف الاجتماع إلى إتاحة المجال أمام الغرف واتحادات الغرف العربية مناقشة الأمور المدرجة على جدول أعمال المؤتمر وما يستجد من أمور.

وشارك مدير عام منظمة العمل العربية، فايز المطيري، في اجتماع اللجنة الدائمة لشؤون العمل في اتحاد الغرف العربية، حيث أكّد على دور أصحاب الأعمال داخل منظمة العمل العربية، وأهمية التنسيق القائم بين أصحاب العمل والعمّال والحكومات. واضعا كل قدرات منظمة العمل العربية في خدمة أصحاب الأعمال، لما فيه من مصلحة مشتركة. مؤكدا على أهميّة توحيد الموقف العربي في المحافل الدولية ولا سيّما داخل منظمة العمل الدولية، من أجل الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية.

وتضمّن جدول أعمال الاجتماع عددا من البنود، وتمحورت نقاشات المشاركين على أهمية توحيد الموقف العربي (الحكومات والقطاع الخاص) في المحافل الدولية ولا سيما داخل منظمة العمل الدولية، خصوصا لجهة انضمام فلسطين إلى منظمة العمل الدولية بصفة عضو أصيل أي كامل العضوية. إلى جانب ضرورة استمرار ممارسة الضغط على المجتمع الدولي من أجل حماية حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى شتى أنواع الاضطهاد من جانب الاحتلال الإسرائيلي. كما عرّج المشاركون على موضوع قيام العديد من حكومات دول العالم بتعديل قوانين الحق في الإضراب الذي كفلته القوانين الوطنية والدولية، وتوصّل إليه العمال بعد عشرات العقود من النضال والاحتجاج والنقاش والتوافق مع الحكومات وأصحاب العمل، وضرورة أن يكون لأصحاب الأعمال والحكومات موقف من هذا الموضوع لا سيّما داخل منظمة العمل الدولية.

وتمحور البند الأول القسم الأول المدرج على جدول أعمال الـدورة 50 لمؤتمر العمل العربي، تقرير المدير العام بعنوان: "مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية"، والذي يناقش التحديات والفرص التي تواجه الموارد البشرية في العصر الرقمي، والتغييرات الجذرية في بيئة العمل نتيجة التقدم التكنولوجي، وتأثيرها على أسواق العمل وأنماط الوظائف. كما يتناول الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في تطوير الموارد البشرية والارتقاء بها وتحقيق التوازن والتكامل بين التكنولوجيا والعنصر البشري، مع التركيز على الثورة الصناعية الخامسة والقيم الإنسانية والتكنولوجية، وإسهام التكنولوجيا في تعزيز الإنتاجية وضمان استدامة المؤسسات، وضرورة الاستثمار في رأس المال البشري كجزء أساسي من التنمية، مع التأكيد على أهمية الابتكار والمعرفة التقنية في تطوير الموارد البشرية، من خلال التعليم والتدريب المتوائم مع متطلبات أسواق العمل المتغيرة. وتضمن القسم الرابع من التقرير إعلان المبادئ بشأن "مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية"، والذي يهدف إلى اعتماد استراتيجيات تنموية تحقق التوازن بين التكنولوجيا والموارد البشرية، مبنية على الابتكار والتعليم المستمر مع ضمان الحقوق الأساسية في بيئة العمل، مرتكزة على الاستثمار في رأس المال البشري كعنصر أساسي للنمو والتنمية المستدامة، مع الالتزام بمواكبة التحديات التكنولوجية الراهنة والمستقبلية. كما استعرض المشاركون ضمن البنود المدرجة على جدول أعمال المؤتمر بندين فنيين: البند الثامن (نحو أسواق عمل منتجة ومستدامة في المنطقة العربية) الذي يناقش التحديات ويقترح مجموعة من السياسات والآليات لتعزيز الانتقال نحو أسواق عمل منتجة ومستدامة. وكذلك يستعرض أساسيات ومبادئ العمل المنتج، ودور التعليم والتدريب في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ويبحث البند التاسع (شروط العمل اللائق للشباب بالمنصات الرقمية التحديات والتطلعات) أهمية المنصات الرقمية في توفير فرص العمل، مسلطاً الضوء على خصائص الاقتصاد الرقمي، مؤكداً على ضرورة التمكين الرقمي وتطوير المهارات اللازمة للتحول الرقمي. مما يفتح آفاقًا جديدة للنقاش حول كيفية توفير فرص عمل عادلة ومنصفة في الاقتصاد الرقمي. إضافة الى ذلك يستعرض جدول أعمال المؤتمر عدداً من البنود التي تقدم تقارير عن نشاطات وإنجازات المنظمة، ومجلس إدارتها واللجان النظامية المعنية بالحريات النقابية والخبراء القانونيين وشؤون عمل المرأة العربية؛ ولجنة تطبيق الاتفاقيات والتوصيات. 

وضمن جولة في إطار الاطلاع على سير التحضيرات لمؤتمر العمل العربي، زار وزير العمل في جمهورية العراق أحمد الأسدي، المشاركين في اجتماع اللجنة الدائمة لشؤون العمل في اتحاد الغرف العربية، حيث حيّا المشاركين، ودعا لهم بالتوفيق في اجتماعهم، لما فيه خير ومصلحة العمل العربي المشترك.

تكريم خليفة مطر الكعبي

على هامش أعمال اللجنة الدائمة لشؤون العمل العربي في اتحاد الغرف العربية، كرّم اتحاد الغرف العربية ممثلا بمديرة الغرف العربية والأجنبية والمشتركة هدى كشتان، ممثل أصحاب الأعمال في منظمة العمل العربية والدولية ورئيس وفد اتحاد الغرف الإماراتية المشارك في أعمال مؤتمر العمل العربي، خليفة خميس مطر الكعبي، حيث منحته درعا تكريمية، وذلك تقديرا لجهوده المميزة في منظمة العمل العربية والدولية. 

لقاء مدير عام منظمة العمل الدولية

التقى مدير عام منظمة العمل الدولية، جلبيرت هونجبو، وفد أصحاب الأعمال المشارك في أعمال مؤتمر العمل العربي بدورته (50)، حيث جرى حوار تمّ فيه خلاله استعراض المواقف من القضايا المستجدة والعالقة. وطالب وفد أصحاب الأعمال بأهمية انضمام فلسطين إلى منظمة العمل الدولية بصفة عضو أصيل أي كامل العضوية. إلى جانب ضرورة استمرار ممارسة الضغط على المجتمع الدولي من أجل حماية حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى شتى أنواع الاضطهاد من جانب الاحتلال الإسرائيلي. حيث أدّت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة من 7 تشرين الأول 2023، إلى تدمير عشرات المصانع، إضافة إلى خسارة آلاف العمّال لوظائفهم سواء في غزّة أو في الضفة الغربية. 

وأكّد هونجبو من جانبه، على أهميّة وقف الحرب الدائرة في غزّة والتي أثّرت على واقع العمل والعمّال داخل الأراضي الفلسطينية. مشددا على أن منظمة العمل الدولية لا تمانع بانضمام فلسطين إلى منظمة العمل الدولية، لكن هناك آليات يجب اتباعها من الجانب العربي، حيث لا بدّ من تقديم طلب رسمي من الجانب العربي لانضمام فلسطين إلى المنظمة. مبينا أنّه تمت مناقشة هذا الموضوع مع وزير العمل الفلسطيني ورئيس الوزراء الفلسطيني، ولا بدّ من تنسيق الجهود مع كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية ولا سيّما مع الولايات المتحدة الأميركية التي تساهم بنسبة 20 في المئة من ميزانية منظمة العمل الدولية، من أجل الحصول على توافق وإجماع دولي يساهم في نهاية المطاف بنيل فلسطين عضويتها الكاملة داخل منظمة العمل الدولية. 

مؤتمر العمل العربي 

افتتح مؤتمر العمل العربي أعماله في فندق الرشيد في بغداد، بتاريخ 27-4-2024، وذلك تحت رعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ومشاركة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس منظمة العمل العربية وزير العمل القطري الدكتور علي بن صميخ المري، وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي أحمد الأسدي، ومدير عام منظمة العمل العربية فايز المطيري، ومدير عام منظمة العمل الدولية جلبيرت هونجبو، إضافة إلى مشاركة ما يقارب من  350 مشاركاً ومشاركة من أصحاب المعالي والسعادة السادة الوزراء، ورؤساء وأعضاء الوفود من منظمات أصحاب العمل والاتحادات العمالية من 21 دولة عربية، وممثلو الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والسادة ممثلو الاتحادات المهنية والمنظمات العربية والدولية، وعدد من السادة السفراء والشخصيات البارزة في جمهورية العراق.

استهل حفل الافتتاح بالنشيد الوطني العراقي وآيات من الذكر الحكيم وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل في دولة قطر، رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية متقدماً باسم مجلس إدارة منظمة العمل بالشكر والتقدير لجمهورية العراق على احتضانها أعمال المؤتمر، موجهاً خالص الامتنان لدولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني راعي المؤتمر، وكذلك أطراف الإنتاج الثلاث على جهودهم في الإعداد والتحضير لهذه الدورة المتميزة خمسون عاماَ من العلاقة الثابتة الراسخة التي تجمع بين منظمة العمل العربية وأطراف الإنتاج الثلاثة للدول العربية. 

وأشار الوزير المري في كلمته إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها أمتنا العربية في ظل استمرار الوضع في غزة والأزمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على أسواق العمل وقضايا التشغيل، مستعرضاً في كلمته أهم أنشطة مجلس الإدارة لدورتين متتاليتين، مديناً الجرائم اللاإنسانية في حق عمال وشعب فلسطين على اعتبارهم جرائم حرب وإبادة جماعية.

أبو الغيط

ونوه الأمين العام لجامعة الدول العربية بمرور 59 عامًا على جهود تنمية وصون الحقوق العمالية ودعم الحريات النقابية في المؤتمر المنعقد ببغداد، والذي يعود تاريخيًا إلى أول اجتماع تأسيسي لمنظمة العمل العربي. 

وأعرب عن شكره لجمهورية العراق والمساهمين في تنظيم المؤتمر، كما تطرق إلى الأوضاع في فلسطين، مستنكرًا الأعمال الوحشية للاحتلال مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل لحماية حقوق العمال الفلسطينيين. مناشداً منظمة العمل الدولية لدعم خطة الطوارئ الفلسطينية، مشيداً بنوعية التقارير المعروضة على جدول الأعمال، التي تواكب تأثيرات هذه التغيرات على طبيعة سوق العمل وحقوق العمال، والأشكال الجديدة من العمل في المستقبل، بما تقتضيه من توفير أنماط جديدة من التعليم والتدريب وإعادة التأهيل.

فايز المطيري

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية تحدث المدير العام لمنظمة العمل العربية عن بغداد قائلاً: وادعةٌ على نهر دجلة بين كَرخِها ورَصَافتها، تسجّلُ في صفحاتها الحاضرَ والتاريخ، بحروفٍ من ثقافاتٍ وحضاراتٍ قديمة، بواباتها وأسوارها تحكي قصصاً بغدادية عن ماضٍ عريق وحضارةٍ متجددة لم تستطع أن تسكتها الحروب ولا الأزمات القاسية التي عصفت بها على مدى عقودٍ من الزمن. 

مضيفاً: من هنا من بغداد، مدينة السلام والمنصور والرشيد، وقبل تسعة وخمسين عاماً، وُضعت اللبنةُ الأولى لإنشاء منظمة العمل العربية، حين اتخذت حكومة العراق زمامَ المبادرة لعقد المؤتمر الأول لوزراء العمل العرب الذي أقرَّ بالإجماع الميثاق العربي للعمل ودستور منظمة العمل العربية. مثمناً حرص دولة رئيس مجلس الوزراء، الأستاذ محمد شياع السوداني، على الحضور شخصياً لافتتاح أعماله، قائلاً: فدوركم دولةَ الرئيس في عودة المنظمة لتنفيذ أنشطتها في العراق بعد غيابٍ دام لسنوات، يستحق التوقف والاعتراف به كمحطةٍ مهمةٍ في مسيرة المنظمة، وفي ظل قيادتكم الحكيمة، استعادَ العراقُ مكانته الإقليمية والدولية، واستأنف انطلاقته الحضارية بإصرار ٍ وعزيمة ماضياً في مسيرةِ الإعمار والتنمية، وإن تواجدكم بيننا اليوم ليس فقط رمزًا للدعم الحكومي، بل شهادةً على إخلاصكم وتفانيكم في خدمةِ العراق، وتعزيزِ العمل العربي المشترك، فلكم منا دولةَ الرئيس كل الشكرِ  والتقدير.

ورحب المطيري بمعالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قائلاً: قضايانا العربية سياسيةٌ كانت أم اقتصادية أم اجتماعية ملاذٌ آمن وبيتٌ واحد، بقيادةٍ حكيمة ورؤية ثاقبة، أثبتَ أن العمل العربي المشترك ليس فقط حلمًا نسعى إليه، بل هو واقعٌ نعيشه من خلال جهوده المتواصلة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأوضح في كلمته أن اختيار موضوع تقريره لهذه الدورة جاء استجابةً للواقع المتغير لأسواقِ العمل؛ ليطرحَ رؤيةً استشرافية تهدف إلى تسليحِ الموارد البشرية العربية بالمهارات اللازمة، داعياً إلى التوافق على إعلان مبادئ بشأن “مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية. 

وأدان المطيري وحشية قوات الاحتلال، مشيراً إلى استشهاد أكثر من 35000 فلسطيني فيما يقارب سبعة أشهر، وأنه ليس مجرد رقم، بل هو صرخةُ استغاثة تعبر عن حجم الفاجعة التي تعيشها غزة، وشهادةٌ حية على حرب الإبادة الجماعية التي تُشن بلا هوادة، في محاولة يائسة لطمسِ الحقيقة، والتهرب من المساءلة الدولية. 

واستنكر عدم منح دولة فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة كتأكيد سافر على الهوة الكبيرة بين مبادئ العدالة والحقوق، وبين واقع السياسات والقرارات، وخطوة للوراء في جهود ومساعي تحقيق السلام العادل والشامل. مناشداً أطراف الإنتاج الثلاث إلى مضافرة الجهود من خلال تضمين كلمات الوفود المشاركة في الدورة 112 لمؤتمر العمل الدولي، المطالبة بإدراج ملحق تقرير المدير العام حول أوضاع العمال في الأراضي المحتلة كبندٍ أساسي على جدول أعمال مؤتمر العمل الدولي لمناقشته في الجلسات العامة. 

جلبيرت هونجبو

وأعرب المدير العام لمنظمة العمل الدولية جلبيرت هونجبو عن سروره بحضور الدورة الخمسين لمؤتمر العمل العربي في بغداد، مهد الحضارة الإنسانية الذي يمثل فرصة للاحتفال بالإنجازات في العالم العربي ومعالجة القضايا المعقدة مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. مشيراً إلى النمو السكاني السريع للشباب، وإلى الصراع المدمر في فلسطين الذي أثر على الحياة والمعيشة في غزة والضفة الغربية خلال الأشهر الستة الماضية، حيث فقد عشرات الآلاف في غزة حياتهم أو أصيبوا بجراح، ونزح مئات الآلاف، ويواجه الملايين الآن الجوع والفقر والمرض، مؤكداً على تأثيره السلبي على استقرار الاقتصادات المجاورة.

كما نوه إلى برنامج استجابة طارئ بقيمة 20 مليون دولار من منظمة العمل الدولية لمساعدة العمال الفلسطينيين المتضررين. واستعرض جهود المنظمة الدولية في جمع وتحليل البيانات حول تأثير الحرب على سوق العمل الفلسطيني وتعزيز البرامج التنموية في غزة. كما عبّر عن التزام المنظمة بدعم الدول العربية في مواجهة التحديات مثل بطالة الشباب والفجوة بين الجنسين في العمل منوهاً إلى آثار هجرة الأدمغة التي تفقد المنطقة قدراتها البشرية الثمينة، مما يعيق جهود التنمية. مؤكداً أن التحديات تأتي مع فرص، مشيرًا إلى تأثير تغير المناخ وكيف يمكن لمبادرات الاقتصاد الأخضر تعزيز النمو الاقتصادي المستدام. لافتاً النظر إلى التزام منظمة العمل الدولية بدعم السياسات والبرامج التي تعزز الوظائف الخضراء والتدريب المهني في المنطقة العربية. موجهاً الدعوة للانضمام إلى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية، الذي يضم مجموعة واسعة من الشركاء لتعزيز العدالة الاجتماعية عالميًا.

أحمد الأسدي 

ورحّب رئيس المؤتمر معالي أحمد الأسدي وزير العمل والشؤون الاجتماعية في جمهورية بالحضور في الدورة الخمسين لمؤتمر العمل العربي، مشدداً على أهمية هذا الاجتماع في تعزيز التعاون العربي المشترك، ودعم أهداف التنمية مثل تحسين شروط العمل والقضاء على الفقر. مؤكداً على أهمية الحوار الاجتماعي وتبادل الخبرات لتحقيق أسواق عمل منتجة ومستدامة وتعزيز العمل اللائق، خاصة بين الشباب في المنصات الرقمية. معرباً عن امتنانه لمنظمة العمل العربية ولكبار المسؤولين الحاضرين لدعمهم العراق.

محمد شياع السوداني

وألقى دولة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني كلمة أشاد فيها بالقائمين على المؤتمر، وبيّن أن بغداد كانت قبل 59 عاماً شاهداً وموطناً لكتابة شهادة ولادة منظمة العمل العربية، حيث اجتمع في الثاني عشر من عام 1965 وزراء العمل في بغداد، وعقدوا مؤتمرهم الأول الذي وافقوا فيه على الميثاق العربي للعمل، وعلى مشروع دستور منظمة العمل العربية، لتكون مظلةً تجتمع تحتها الأفكار الخاصة بشؤون العمل والعمال. مثنياً على خطة عمل المؤتمر وتقرير المدير العام لمنظمة العمل العربية الذي تميز بالدقة والموضوعية مؤكداً الدور الكبير الذي يمارسه الأخ المطيري وأنا شهدته عن قرب أثناء وجودي في المنظمة.

وقال السوداني، في كلمته خلال المؤتمر، إنّ الحكومة العراقية هيأت كل الأسباب التي تكفل تميز هذا المؤتمر، ليخرج بتوصيات وقرارات وأفكار إيجابية ودعم للمنظمة. مشيراً إلى الدعم الكبير للحكومة العراقية لإنجاح نشاطات منظمة العمل العربية وبرامجها، من خلال وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حين كان سيادته وزيراً لها.

وأوضح أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظروف استثنائية عصيبة على المستويين العربي والدولي، حيث تواصل قوات الاحتلال عدوانها ضد أبناء غزة، منتهكة القانون الدولي وأعراف الحروب وقرارات الأمم المتحدة، ومنعوا الغذاء والدواء والسكن الآمن للفلسطينيين”، داعياً المجتمع الدولي ومؤسساته إلى القيام بدوره من أجل إيقاف هذه الحرب الظالمة، انطلاقاً من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية التي رسمتها القوانين والقرارات الدولية.

أضاف: أستبق الجميع لتقديم التهاني إلى عمال العالم بعيدهم، في الأول من أيار، متمنياً لهم ولمنظماتهم النقابية والعمالية المزيد من التقدم والازدهار. لافتاً إلى أن العالم يشهد أزمات انعكس تأثيرها على الاقتصاد العالمي والوضع الاجتماعي والنفسي والاقتصادي لشعوب المنظمة العربية، وأثر سلباً على إنتاجية العمل. وأشار إلى أن مؤتمر العمل العربي المنعقد في بغداد يتحمل مسؤوليات إضافية غير التي اعتادت المؤتمرات السابقة مناقشتها. مؤكداً أنّه لا بدّ من العمل لتحسين أداء مؤسسات وعناصر سوق العمل، وبناء علاقة نوعية بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.

المصدر (اتحاد الغرف العربية)

أخبار ذات صلة

إحصل على اشتراك سنوي في النشرة الاقتصادية العربية الفصلية

اشترك الآن