خالد حنفي من الداخلة في المغرب: بناء شراكة وتحالف استراتيجي بين البلدان العربية والافريقية بما يحقق التنمية الاقتصادية والرفاهية للجانبين

  • الداخلة، المملكة المغربية
  • 21 ديسمبر 2023
5

أكد أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال أعمال المؤتمر الاقتصادي للغرف العربية الإفريقية، الذي عقد في مدينة الداخلة في المملكة المغربية خلال الفترة 20-21 كانون الاول (ديسمبر) 2023، تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس، وبحضور وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزوّر، ورئيس اتحاد الغرف الافريقية والاورومتوسطية ورئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية أحمد الوكيل، ورئيس جامعة الغرف المغربية الحسين عليوي، ورئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا، منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية الدكتور هاشم حسين، إضافة إلى مشاركة لافتة من القطاع الخاص العربي والافريقي، أنّ "انعقاد المؤتمر في المغرب وفي مدينة الداخلة بالتحديد له دلالة كبيرة واستراتيجية، أولا لما تحققه المغرب من نهضة اقتصادية واجتماعية وتنموية كبيرة، وثانيا لأهمية مدينة الداخلة بالتحديد التي تشكل همزة وصل بين المحيط الاطلسي وأوروبا وأميركا الجنوبية، فضلا عن وقوع مدينة الداخلة في قلب الصحراء المغربية التي هي جزء لا يتجزأ من المغرب".

وقال: تأتي أهمية المؤتمر الاقتصادي للغرف العربية – الافريقية لما تحتله أفريقيا من مكانة مهمة للدول العربية؛ حيث تربطهما علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية ومخاطر مشتركة، وكانت بداية التعاون العربي - الأفريقي بتأطير ذلك عبر إيجاد روابط الشراكة والتعاون مع الدول الأفريقية، خاصة أن القارة الأفريقية تمتلك مقومات تنوع كبيرة، وتقدم فرصاً استثمارية واقتصادية نوعية. وهي تشكل في نظر العديد من القوى الكبرى هدفاً لمشاريعها الاستثمارية، غير أن الدول العربية للقرب الجغرافي والتقارب والجوار وتشابه القضايا تحوز أفضلية على غيرها من الحكومات والتكتلات الدولية.

ورأى أن تعزيز التعاون مع القارة الأفريقية اقتصادياً وسياسياً بشكل قوي وفكر يختلف عن القوى العالمية التقليدية التي تهيمن على القارة الأفريقية، ستكون له فوائد كبيرة لكل الأطراف، خاصة حيال زيادة الخطوات الحالية لعدد من الدول العربية التي كانت لها أدوار إيجابية في المساعدة في تسويات وحلول سياسية لأزمات معقّدة، كما أن بعض الدول العربية طوّرت مشاريع مهمة ليس فقط في قطاعات الموارد الطبيعية والمعادن الثمينة، ولكن أيضاً في قطاعات البناء والصناعة والخدمات في جميع أنحاء القارة.

وأكد الامين العام على أهمية تعزيز مبدأ الشراكة المتساوية والاستفادة من التعاون التجاري والاقتصادي وفرص الاستثمارات، وهي أمور يمكن أن تساعد القارة الافريقية على تحقيق أهدافها الخاصة المتعلقة بالبطالة والكفاءة الاقتصادية، وتساعد الدول العربية في الفرص الواعدة في هذه القارة، وتأمين المصادر التمويلية اللازمة لتنفيذ المشاريع المشتركة في مختلف المجالات.

وشدد على أهمية تذليل العقبات أمام القيود الجمركية التي تحد من رفع حجم مستوى التبادل التجاري، مع البحث في نفس الوقت عن إجراءات تعويضية للآثار التي تترتب على مثل هذا الخفض على بعض الاطراف المحتمل تضررها. 

وتابع: تتعدد الفرص الريادية التي تنتظر رواد الأعمال العرب في إفريقيا، ويمكن رؤية ذلك بوضوح من خلال تقرير النظام البيئي العالمي للشركات الناشئة لعام 2023(GSER 2023)، والذي أظهر سطوع نجم العاصمة الكينية "نيروبي" كمركز رائد للابتكار التكنولوجي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يمثل نظام التكنولوجيا المالية في المدينة حوالي 41 في المئة من إجمالي صفقات رأسمال المخاطر في مجال التكنولوجيا خلال الفترة من 2018 إلى 2022 في إفريقيا جنوب الصحراء، لترتفع قيمة النظام الإيكولوجي للشركات الناشئة في "نيروبي" بنحو281 في المئة خلال الفترة من يوليو 2019، وحتى ديسمبر 2022، لتعزز مكانتها كأفضل وجهة في القارة أمام رواد الأعمال. كما تمتلك القارة السمراء ثروة بشرية هائلة، وهناك توجه لمواكبة الحداثة وريادتها في بعض المجالات، حيث أن بعض دول القارة قد أصبحت رائدة في استخدام التكنولوجيا المالية بصورة تفوق الدول الغربية، وذلك مؤشر لإمكانية استيعاب التكنولوجيا بسرعة فائقة وترجمتها لعوائد مجزية للمستثمرين. في حين أن الطبقة الوسطى في القارة الافريقية تتطور، جالبة معها توقعات جديدة وتحولاً في أنماط الإنفاق، فبحلول عام 2025، سيستخدم 475 مليون فرد في إفريقيا جنوب الصحراء الإنترنت عبر الهاتف المحمول وذلك بحسب توقع GSMA (النظام العالمي لاتصالات الهاتف المحمول)، وبالتالي فإنّ القارة الافريقية تقدم فرصة رائعة للبلدان العربية من أجل تنمية أعمالها ورفع حجم استثماراتها. 

ونوه الى أن الزراعة تعد من بين أكثر القطاعات نموا في أفريقيا، ويساهم هذا القطاع بأكثر من 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للقارة، وقد حقق معدلات نمو جيدة بفضل السياسات الحكومية التي تعطيه أولوية قصوى. كما يمثل القطاع المالي أحد أهم القطاعات في أفريقيا، حيث للقطاع المالي تأثير كبير على مجموعة واسعة من القطاعات مثل الرعاية الصحية والزراعة والإسكان والتعليم، يوفر فرصا واعدة للاستثمار.

وختم بالقول إن العالم يمر بمرحلة فيها تحولات اقتصادية عميقة؛ حيث تشهد تسارع ظهور التقنيات المبتكرة، والتحول إلى قطاعات اقتصادية جديدة، وإعادة التصور لسلاسل الإمداد العالمية، ما يفتحُ آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة بين البلدان العربية ودول القارة الأفريقية؛ خصوصاً مع وجود الممكنات في الجانبين، من موارد طبيعية، وموقع جغرافي مميز، وقوى بشرية شابة.

المصدر (اتحاد الغرف العربية)

أخبار ذات صلة

إحصل على اشتراك سنوي في النشرة الاقتصادية العربية الفصلية

اشترك الآن